بيان الوقت المفضل لقيام الليل_1

س : من الأردن أخوكم في الله : م . ر . ع . يقول : سماحة الشيخ ، الصلاة بعد أذان الفجر الأول هل تعتبر صلاة قيام الليل ؟ وهل هناك أذان أول وأذان ثان لصلاة الفجر ؟ وهل قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى أذان الفجر ، أو من منتصف الليل ؟ أفيدونا مأجورين

ج : قيام الليل يبدأ من نهاية صلاة العشاء ، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر ، هذا قيام الليل ، وإذا كان في آخر الليل ، النصف الأخير أو في الثلث الأخير يكون أفضل ، مثل ما جاء في الحديث الصحيح ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : أحب الصيام صيام داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 80) ويقوم ثلثه ، وينام سدسه يعني يصلي السدس الرابع والسدس الخامس ، فينام نصفه ويقوم ثلثه ؛ السدس الرابع والسدس الخامس ، وإذا قام في الثلث الأخير كان ذلك فيه فضل عظيم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ وهذا نزول يليق بالله لا يشابه خلقه في نزولهم ، فهو نزول يليق بالله ، لا يعلم كيفيته إلا هو سبحانه وتعالى ؛ كالاستواء على العرش والارتفاع فوق استواء يليق بجلال الله ، لا يشابه خلقه في شيء من صفاته ، ولهذا يقول أهل العلم : استواء بلا كيف . فالمؤمن يؤمن بصفات الله وأسمائه على الوجه اللائق بالله عز وجل ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ، ولا تمثيل ، ولهذا يقول مالك وغيره من السلف : الشافعي والإمام أحمد بن حنبل والثوري والأوزاعي وغيرهم ، يقولون : نؤمن بأن ربنا فوق سماواته على عرشه ، قد استوى عليه بلا كيف ، سبحانه وتعالى ، فالإنسان يقوم بما تيسر من الليل في أوله ، أو في أوسطه ، أو في آخره يتهجد يصلي (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 81) ما تيسر ، يدعو ربه ، يلجأ إليه يفزع إليه ويسلم من كل ثنتين ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى والأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ، هذا أكثر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ، إحدى عشرة ركعة ، أو ثلاث عشرة ركعة ، يسلم من كل ثنتين ، ويوتر بواحدة قبل طلوع الفجر ، وإن صلى أكثر من ذلك لا بأس ، أو أقل كمن صلى ثلاثا أو خمسا أو سبعا كل ذلك لا بأس ، لكن السنة أن يسلم من كل ثنتين ، ويوتر بواحدة ، وإن سرد ثلاثا بسلام واحد ، ولم يجلس إلا في آخرها فلا بأس ، أو سرد خمسا بسلام واحد ، ولم يجلس إلا في آخرها لا بأس ، لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين ، سواء في أول الليل ، أو في وسطه أو في آخره ، وإذا كان له شغل في أول الليل ؛ لدراسة العلم ونحو ذلك فإنه يوتر في أول الليل حتى لا ينام عن الوتر ، كما كان أبو هريرة رضي الله عنه ، فقد أوصاه النبي أن يوتر في أول الليل ؛ لأنه كان يدرس العلم في أول الليل ، المقصود الإنسان الذي يخشى ألا يقوم من آخر الليل يوتر في أول الليل ؛ لقول النبي صلى الله (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 82) عليه وسلم : من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل ، فإن صلاة آخر الليل مشهودة ، وذلك أفضل أخرجه مسلم في صحيحه ، فالتهجد في أول الليل أو في وسطه أو في آخره كله طيب ، ولكن الأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: