حكم الجمع بين جميع الأدعية الواردة في دعاء الاستفتاح

62- حكم الجمع بين جميع الأدعية الواردة في دعاء الاستفتاح س : تقول السائلة : ذكر النووي في كتاب الأذكار : أنه يستحب ألا يجمع بين جميع الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح أو في الركوع . فما هو رأي سماحتكم ؟

ج : السنة أن ينوع في الاستفتاح ، ما كان النبي يجمعها عليه الصلاة والسلام ، تارة يستفتح بما جاء في حديث عمر : سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك وتارة ما جاء في حديث أبي هريرة : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب البيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد وهو في (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 173) الصحيحين . وتارة يستفتح بما جاء في حديث عائشة : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم وهكذا يستفتح بما جاء في حديث علي : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وما أنا من المشركين إلى آخره وهو حديث طويل رواه مسلم في الصحيح ، أو بما جاء في حديث ابن عباس في البخاري ، ورواه مسلم أيضا ، وهو حديث طويل : اللهم لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض وما فيهن إلى آخر الحديث الطويل . فالمؤمن (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 174) والمؤمنة هكذا وهكذا ، يعني تارة يستفتح بهذا ، وتارة يستفتح بهذا وإن استمر على واحد فلا بأس ، وأصحها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح إذا كبر في الصلاة الفريضة ، يقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد خرجه البخاري ومسلم في الصحيحين . أما الأذكار في الركوع والسجود فإنه يأتي منها بما تيسر ، يشرع له أن يأتي بما تيسر ، لكن يخص : سبحان ربي العظيم . في الركوع و: سبحان ربي الأعلى . في السجود ، فيقول في الركوع : سبحان ربي العظيم ، سبحان ربي العظيم . وإذا كررها ثلاثا فهو أفضل ، والواجب مرة ، وذهب الجمهور إلى أنها مستحبة فقط ، ولكن ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوب هذا الذكر : سبحان ربي العظيم . في الركوع ، و: سبحان ربي الأعلى . في السجود ؛ لأن الرسول حافظ عليها عليه الصلاة (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 175) والسلام ، وقال : صلوا كما رأيتموني أصلي وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لما نزل قوله تعالى : فسبح باسم ربك العظيم قال : اجعلوها في ركوعكم ، ولما نزل قوله : سبح اسم ربك الأعلى قال : اجعلوها في سجودكم فينبغي للمؤمن والمؤمنة المحافظة على ذلك : سبحان ربي العظيم . في الركوع ، و: سبحان ربي الأعلى في السجود ، والأفضل أن يكرر ذلك ثلاثا ، وإن كرر أكثر فهو أفضل ، ويستحب مع هذا أن يقول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي في الركوع والسجود ، تقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ويستحب أن يقول : سبوح قدوس رب (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 176) الملائكة والروح يقوله النبي في الركوع والسجود عليه الصلاة والسلام . فإذا أتى بما تيسر من هذا كان هذا أفضل ، وإذا اقتصر على البعض فلا بأس ، وإن جمع الجميع فلا بأس ، لكن لا يدع : سبحان ربي العظيم في الركوع و: سبحان ربي الأعلى في السجود ، ولو مرة ، ويستحب له أن يكثر في السجود من الدعاء ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم يعني : حري أن يستجاب لكم . رواه مسلم في صحيحه . وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء رواه مسلم وغيره ، فالسنة الإكثار من الدعاء في السجود ، مع قول : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى . مع قول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي . وهكذا بين السجدتين يقول : رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني يكرر ذلك ، وإن (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 177) دعا بزيادة : اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين . فلا بأس كله دعاء ، والسنة أن يطيل هذا الركن ، وهو الجلوس بين السجدتين ، كان النبي عليه الصلاة والسلام يطيله حتى يقول القائل : قد نسي . وهكذا الاعتدال بعد الركوع ، السنة أن يطيل الاعتدال بعد الركوع ، قال أنس رضي الله عنه : كان النبي يطيل الاعتدال بعد الركوع ، وبين السجدتين حتى يقول القائل : قد نسي بعض الناس ينقر هذا الركن ولا يعطيه حقه ، بل يعجل ، وهذا لا يجوز ، بل الواجب الطمأنينة في جميع الصلاة ، الركوع والسجود ، والاعتدال بعد الركوع ، والجلوس بين السجدتين ، يجب الاعتدال في هذا والطمأنينة ، أما ذكر الاعتدال بعد الركوع فلم يرد ما يدل على التكرار ، لكن يأتي به إذا تيسر كله ، وهو : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، ملء السماوات وملء الأرض ، وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد ، أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا لك عبد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد . هذا هو الكمال ، وإذا اقتصر على قوله : ربنا ولك الحمد . أو : اللهم ربنا ولك الحمد أجزأه ؛ الإمام والمأموم (الجزء رقم : 8، الصفحة رقم: 178) والمنفرد ، لكن إذا كمل كان أفضل ، وإن اقتصر على قوله : ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض ، وملء ما بينهما ، وملء ما شئت من شيء بعد . فلا بأس ، ولكن الواجب : ربنا ولك الحمد . أو : اللهم ربنا ولك الحمد . لآن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : إذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده . فقولوا : ربنا ولك الحمد فدل هذا على أنه الواجب ، والباقي مستحب وكمال ، وهكذا الواجب بين السجدتين ، يقول : رب اغفر لي . لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحافظ على ذلك رب اغفر لي . والواجب مرة كالتسبيح في الركوع والسجود ، ولكن إذا كرر ذلك ثلاثا أو أكثر كان أفضل : رب اغفر لي ، رب اغفر لي . بين السجدتين ، وإذا زاد : اللهم اغفر لي وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، وعافني ، واجبرني . كان أفضل .


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: