ج : قيام الليل سنة مؤكدة ، فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، وفعله الأخيار ، كما قال الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها المزمل (1) قم الليل إلا قليلا ، وقال سبحانه مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم : (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 63) ومن الليل فتهجد به نافلة لك ، ثم مدح المؤمنين عباد الرحمن بذلك ، فقال سبحانه : والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ، وقال أيضا عن المتقين : كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون ، فقيام الليل سنة مؤكدة سواء في أوله ، أو في أوسطه ، أو في آخره حسب التيسير ، فالوتر سنة وأقله ركعة واحدة ، فإذا قام بالليل وقرأ ما تيسر من القرآن سواء صلى بثلاث أو بخمس أو بسبع أو بتسع أو بإحدى عشرة ، أو ثلاث عشرة كله حسن ، والنبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهذا ، ثم أوصى بثلاث ، ثم أوصى بسبع ، ثم أوصى بخمس ، ثم أوصى بتسع ، ثم أوصى بإحدى عشرة ، ثم أوصى بثلاث عشرة يسلم من كل ثنتين ، هذا هو الأفضل ، وإن صلى ثلاثا جميعا بسلام واحد وجلسة واحدة في آخرها فلا بأس ، فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان ، أو صلى بخمس جميعا بجلوس في آخرها فلا بأس ، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحيان ، لكن الأفضل أن يسلم من كل ثنتين ، والأفضل وتره صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة ، أو ثلاث عشرة ، هذا (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 64) هو الأفضل ، ومن أوتر بعشرين أو أكثر أو زاد في الوتر فلا بأس أو بسبع وعشرين أو بإحدى وثلاثين ، أو بأكثر كله لا بأس به ، والنبي صلى الله عليه وسلم وسع في صلاة الليل ، لكن السنة أن يسلم من كل ثنتين ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة ، توتر له ما قد صلى فالسنة هكذا يصلي ثنتين ، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة ، تقول عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة يعني غالبا فيسلم من كل اثنتين ، عليه الصلاة والسلام .