بيان الرواتب التي يسن قضاؤها_2

س : حكم من فاتته السنة القبلية ، وهل توافونا بالسنن الراتبة ؟ جزاكم الله خيرا

ج : من فاتته السنة القبلية الظهر مثلا يشرع له أن يصليها بعد الصلاة ، ثم يصلي السنة البعدية ، والراتبة للظهر أربع قبلها تسليمتان ، وثنتان بعدها كما كان النبي يفعل عليه الصلاة والسلام ، وإن صلى أربعا قبلها وأربعا بعدها فهو أفضل ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار والسنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة : ثنتان قبل الفجر ، سنة راتبة قبلها ، وإذا فاتت تقضى بعدها ، أو بعد طلوع الشمس ، وأربع قبل الظهر ، وثنتان بعدها ، هذه ثمان ، وثنتان بعد المغرب ، هذه عشر ، وثنتان بعد العشاء ، هذه اثنتا عشرة ، يقال لها : الرواتب ، وقد صح فيها حديث أم حبيبة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من صلى ثنتي عشرة (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 359) ركعة في يومه وليلته بنى الله له بيتا في الجنة وفي رواية : تطوعا رواه مسلم في الصحيح . في رواية أخرى للترمذي وجماعة تفسرها : أربعا قبل الظهر ، وثنتين بعدها ، وثنتين بعد المغرب ، وثنتين بعد العشاء ، وثنتين قبل صلاة الصبح هذه يقال لها : الرواتب ، وهي سنة مؤكدة . ويسن للمؤمن أيضا صلاة الضحى ركعتان ، وإن زاد فهو أفضل ، بأن صلى أربعا أو أكثر فهو أفضل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ، ويزيد ما شاء الله . روى ذلك مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها ، صلاها يوم فتح مكة ثماني ركعات في الضحى عليه الصلاة والسلام ، وقال : صلاة الأوابين حين ترمض الفصال يعني عند شدة الضحى ، أي إذا صليت حين شدة الضحى ، أي قبل الظهر بساعة أو ساعة ونصف أو نحو ذلك ، كان هذا أفضل . ومن ذلك التهجد بالليل ، مثل النوافل التهجد بالليل ، ومن جملة ذلك الوتر بركعة واحدة ، سواء كان ذلك بعد العشاء قبل النوم أو في وسط الليل أو في آخر الليل ، والأفضل في آخر الليل إذا تيسر ذلك ، (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 360) فإن خاف ألا يقوم من آخر الليل صلى في أول الليل بعد العشاء ثلاث ركعات ، أو خمس ركعات ، أو سبع ركعات ، أو تسع ركعات ، أو إحدى عشرة ركعة ، أو ثلاث عشرة ركعة ، أو أكثر من ذلك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في الغالب يصليها إحدى عشرة ركعة ، يسلم من كل ثنتين ويوتر في واحدة ، ومن أوتر بواحدة فقط سواء في آخر الليل أو أوله أجزأت ، وإن أوتر بأكثر فهو أفضل ، كلما زاد في الخير فهو خير له ، وأفضل ذلك إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، تأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام ، ومن زاد وأوتر ثلاثا وعشرين في رمضان وغيره فكله لا حرج فيه ، ولكن الأفضل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة لأن هذا أكثر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يسلم من كل ثنتين ، ويوتر بواحدة ، والأفضل في آخر الليل ، وإن أوتر في أول الليل فلا بأس ، وإن خاف ألا يقوم في آخر الليل ، فالأفضل أن يوتر في أول الليل ، ويسن في رمضان صلاة التراويح في أول الليل ؛ لأن ذلك أنشط للناس ، وخشية ألا يقوموا من آخر الليل ، فإذا صلوا أول الليل فهو أفضل كما كان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام ، وكما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي والصحابة ثم ترك ذلك مخافة أن يفرض عليهم ، فإنه صلى بهم في ليلة إلى ثلث الليل ، وفي ليلة إلى (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 361) نصف الليل ، وفي ليلة إلى آخر الليل ، ثم ترك ذلك خشية أن يفرض عليهم عليه الصلاة والسلام . وقال عليه الصلاة والسلام : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة هذا فضل عظيم ، ويستحب للمؤمن أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف في التراويح ، وفي العشر الأخيرة يحصل له هذا الفضل العظيم ، والسنة للنساء التهجد في البيت لأن صلاتهن في بيوتهن أفضل ، ومن خرجت وصلت مع الناس في المساجد فلا بأس ، إذا خرجت متسترة متحجبة غير متطيبة فلا بأس ، وبيتها خير لها ، ولكن إذا خرجت لتجديد النشاط أو لسماع المواعظ كل هذا حسن مع التحفظ والتستر ، والحذر من الفتنة ، ومن الطيب الذي يسبب الفتنة ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : لا تمنعوا إماء الله (الجزء رقم : 10، الصفحة رقم: 362) مساجد الله وبيوتهن خير لهن


دار النشر: فتاوى نور على الدرب


كلمات دليلية: