لما ثبت عن عَبْد الْمَلِكِ بْنِ الْمِنْهَالِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) يَأْمُرُهُمْ بِصِيَامِ البِيضِ، وَيَقُولُ: «هِيَ صِيَامُ الدَّهْرِ»(رواه ابن حبان)
5- صيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع
لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ»(رواه الترمذي).
6- صيام يوم ويوم
أفضل صيام التطوع صيام داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وَكَانَ يَصوم يَوْمًا، وَيُفْطِرُ يَوْمًا»(رواه النسائي).
7- صيام شهر المحرم
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ» (رواه مسلم).
8- صيام شهر شعبان
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصوم في شعبان ما لا يصوم في غيره، عن أُسَامَة بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَرَكَ تَصوم شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصوم مِنْ شَعْبَانَ. قَالَ: ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ»(رواه النسائي) .
أما النهي الوارد في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) «إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلاَ تَصُومُوا حَتَّى رَمَضَانَ»(رواه ابن خزيمة)، فمحمول إما على اختصاص النصف الأخير بالصيام، أو عدم وصل شعبان برمضان، فأما من صام في أوله ولم يخص آخره ولم يصله برمضان، فلا حرج في صيامه.
ما يحرم صومه وما يكره
أولًّا: ما يحرم صومه
1- يحرم صوم يومي العيدين؛ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ الله (صلى الله عليه وسلم) نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ: يَوْمِ الأَضْحَى، وَيَوْمِ الْفِطْرِ»(رواه مسلم).
2- يحرم صيام أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام بعد يوم عيد الأضحى؛ قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ»(رواه مسلم)،ولكن يجوز صيامها للحاج إذا كان متمتعًا أو قارنًا ولم يجد الهدي؛ لقوله تعالى: ( فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖ فِي ٱلۡحَجِّ وَسَبۡعَةٍ إِذَا رَجَعۡتُمۡۗ ) [البقرة:196].
3- يحرم صيام يوم الشك، وهو يوم الثلاثين من شعبان إِذا كانت ليلته ليلة غيم أو غبار يحول دون رؤية الهلال؛ لقول عمار رضى الله عنه: «مَنْ صَامَ يَوْمَ الشَّكِّ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ (ص)»(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
ثانيًا: ما يكره صومه
1- يكره إِفراد شهر رجب بالصوم؛ لأنه من شعائر الجاهلية تعظيم شهر رجب، وفي صيامه إِحياء لشعارهم.
2- يكره إِفراد يوم الجمعة بالصوم للنهي عن ذلك، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم): «لاَ يَصُمْ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلاَّ أَنْ يَصُومَ قَبْلَهُ أَوْ يَصُومَ بَعْدَهُ»(رواه مسلم). إِلا إِن كان يوافق عادة له في صيامه فلا يكره.
3- يكره الوصال، وهو أن يصل صيام يوم باليوم الذي بعده، ولا يفطر بينهما؛ لأن النبي نهى عن الوصال، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما - قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) عَنِ الْوِصَالِ. قَالُوا: إِنَّكَ تُوَاصِلُ. قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إِنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى»(متفق عليه).
الصيام في نظر الطب
أن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية.
توجيهات
1- على المسلم أن يتقيَّد في عبادته بشرع الله، فلا يصوم ما نهى الشرع عن صيامه أو يحدث صيامًا لم يخصصه صلى الله عليه وسلم بصيام: كتخصيص يوم السابع والعشرين من رجب، أو نصف شعبان، لقوله (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (رواه مسلم).
2- على المسلم اجتناب تعظيم شعائر الكفار، فلا يخص ما يعظمونه بنوع عبادة من صيام أو غير ذلك.